ظهر فن #البوب (Pop Art) في الولايات المُتَّحِدة خلال الفترة من 1950-1960م وسريعاً ما انتشر في جميع أنحاء الدول الأوربية والولايات المُتَّحِدة الأمريكية. كان فن البوب هو فن #الثقافة الشعبية، وقد تميزت هذه الحركة الفنية البصرية بالشعور بالتفاؤل خلال الطفرة الاستهلاكية ما بعد الحرب العالمية الثانية وتزامن ذلك مع جديد #العولمة وموسيقى البوب والثقافة، حيث كان فن البوب بمثابة صراخ جيل #الشباب الذين ولدوا ما بعد #الحرب العالمية ورغبوا في #التعبير عن تفاؤلهم بعد الكثير من المشقة والحرمان بلغة بصرية شبابية فشملت أنماطاً مختلفة من الرسم والنحت والتصوير الضوئي من مختلف البلدان هدفها بناء أشكال أكثر فعالية في مختلف مجالات وسائل الاتصالات والإعلام للجمهور لتشمل #المجلات والجرائد و #الأفلام والتلفزيون.
ما هي الخصائص الرئيسية لفن البوب؟
يُعَدُّ هذا الاتجاه الفني وسيلة باطنية لتطوير الفن التجريدي بتعبير يتسم بالمرح والأمل لإنشاء عالم من الفن تملؤه البهجة، فالألوان أكثر إشراقاً والرسومات بعضها مسطحة وجزء منها مستمد من صور المشاهير أو الشخصيات الخيالية فهو الفن الذي يهدف إلى ربط الفنون الجميلة بالثقافة الشعبية وإعادة صياغتها بكسر الحواجز بين الصورة التقليدية والفنية وتحرير طاقات مستمدة استقلالياً وفكرياً بأساليب معاصرة، كما أن جلَّها يعمل على تطوير وسائل الإعلانات المختلفة ومنها الإعلانات المطبوعة.
نبذة تاريخية تمهيدية لفن البوب
بدأ الاتجاه غير المباشر لفن البوب قبل خمسينيات القرن الماضي بكثير، حيث نجد باكورة الاتجاه للفنون الشعبية في أحد أعمال الفنان الفرنسي (جوستاف كوربيه أنتجه عام 1850م ويسمى (صباح الخير السيد كوربيه). والفنان الفرنسي جان تشارلز بوليرين (1750-1836م) الذي وظفت أعماله في سلسلة من المطبوعات المصورة لمختلف الجرائد والمجلات. كما نجد العديد من لوحات الفنان الإسباني (بابلو بيكاسو) وقد اتسمت ملامحها بفن البوب قبل ظهوره وقبل علمه بها. كما يرى بعض المؤرخين أن جذور فن البوب يعود أصلها إلى الحركة الفنية الدادئية التي ظهرت في أوروبا عام 1916م وانتهت عام 1923م وكان رائدها الفنان الفرنسي (مارسيل دوشامب)، وهي ما لقبت بالحركة العبثية الفنية التي تهدف إلى إبراز بشاعة الحروب وكوارثها، كما لقب فن البوب حينذاك ب(الدادئية الجديدة)، ويُعَدُّ الفنان (دوشامب) أول من وضع معالم لظهورها وانتشارها والذي نلمسه في أحد أعماله المسماة (الزجاجة المقلوبة).
الجدير بالذكر أن فن البوب له أهمية كبرى في حياتنا المعاصرة وما زالت كثير من بلدان وطننا العربي تقيم معارض دورية سنوية له وعلى رأسها إمارة دبي، حيث لا نستطيع أن ننكر العامل الإيجابي الذي يجذب المشتري لأي منتج صناعي من خلال الإعلان عنه بطريقة مبتكرة فلنا أن نتخيل مثلاٍ علبة أو كرتوناً يحتوي على مواد غذائية ونجد فقط اسم مضمون المنتج دون صورة، فما لا شك فيه أن ما يجذبنا أكثر هو هذه العلبة التي تشمل على الاسم والصورة معاً وهكذا الحال عندما ننجذب لصور الإعلانات المبتكرة والمختلفة في الشوارع والطرق والتي عرضنا بعضاً من نماذجها لرواد هذا الفن سلفاً، هذا بالإضافة إلى أن فن البوب يحرص على تركيز القيمة الجمالية التصويرية وتناسقها البصري بحيث إن بعضاً منه قد يتجاوز قيم التعبير الوصفي فيما البعض الآخر قد يستعين بالصور الواقعية وإعادة صياغتها لتأخذ دوراً بنائياً أساسياً يكفي لتحقيق القيمة الموضوعية لذاتها كما لمسناه في إعادة صياغة صورة ضوئية للممثلة الراحلة (مارلين مونرو)، فقد يحرص هذا الاتجاه الفني على أبعاد تضمن الهدف التسويقي مع إحداث نوع من الصدمة أو الدهشة التي تترك تأثيرها الجمالي على المشاهد.
بقلم : هدى العمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق