زار، وإيقاعات طبول، أجساد هائمة في تجلٍ، وأرواح بملكوت آخر، وموسيقى تحيط بكل زوايا مركز مكان الثقافي بقلب عرض فرقة "مزاهر" لفنون الزار مساء كل أربعاء
يعلو صوت الطبول بمركز "مكان" الثقافي شيئاً فشيئاً حتى تصل #الموسيقى الى أقصاها، فالمكان مزين بطرازٍ قديم، حوائط مشروخة، كراسي و طاولات خشبية، ودرج خشبي كبير بعض الشيء يربط بين #الصالة الأرضية والجزء العلوي، وأضواء خافتة، ووجوه متأملة لتلك #الفن .
جمهور #الفرقة يضم مختلف الأعمار من شباب، وعائلات، وأطفال، ويجمع أيضاً بين العديد من #الطبقات ، ولكن يأتي في المقدمة الطبقات الراقية، بالإضافة إلى الأجانب من عرب وأوروبيين، أصبح فن #الزار له جماهير بعد أن كان الزار منبوذاً مجتمعياً وليست إلا مجرد تعاويذ.
فنون الزار التي تقدمها فرقة "مزاهر" بعيدة كل البعد عن المتعارف عليه عندما تلفظ كلمة "زار" الدجل والشعوذة والخرافات، بل هو فقط مجرد إحياء لفن قد اندثر بفعل الزمن، وليست إلا إحياء لهذا التراث، وانغماس بعالم الروحانيات.
تقدم الفرقة فنا من نوع خاص منذ بدايتها سنة 2000 على يد الريسة "مديحة أم سامح"، ويضم بين أعضائه 11 فرداً ما بين رجالاً ونساءً، وتجمع كل ألوان موسيقى الزار السوداني والأفريقي، والزار الصعيدي، وزار أبو الغيط، ويتميز كل نوع باختلاف إيقاعاته.
يضم العرض العديد من الفقرات تجمع بين الأغاني النوبية القديمة، ومديح للـ"مصطفى"، وعرض موسيقي، ورقص على أنغام الإيقاع الصوفي، واستراحة شاي.
الزار يتميز بسرعة #الأداء ، والموسيقى الصاخبة، وكان يستخدم الزار منذ قديم الأزل كوسيلة علاجية يلجأ اليها الناس عندما يفشل #العلاج الشعبي وعلم الطب عن تفسير ما يصيب المرأة، ومن هنا تبدأ وظيفة "شيخة الزار" تستشيرها وتسألها إن كان مسها عمل سفلي، وفي الغالب ينحصر تشخيصه بكلمة "ملبوسة" أي لبسها جن ولا يذهب المرض والتلبس إلا بعد عقد الصلح مع الأسياد، وتتم المصالحة عبر الشيخة أثناء طقوس الزار، ويمر الزار بثلاثة مراحل الفاتحة، والصاعد، والختام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق