27‏/03‏/2018

فان جوخ .. و خطابات الحياة .



بالتزامن مع عرض فيلم «المخلص دومًا» الذى عرض نهاية ٢٠١٧، أصدرت دار «الكتب خان» طبعة جديدة لرسائل الرسام الهولندى الشهير فان جوخ فينست، حيث صدرت الطبعة الأولى فى عام ٢٠١٤، بترجمة ياسر عبداللطيف ومحمد مجدي.
تمثل رسائل فان جوخ أهمية كبرى، وتكشف هذه الرسائل عن حياة أحد أشهر أعلام الفن التشكيلى الحديث، والذى اتسمت حياته بالغموض والجنون.
وجهت رسائل فينست إلى شقيقه «ثيو» الذى كان داعما معنويا وماديا له خلال حياته، خاصة بعد أن امتهن الفن، ووصل عددها إلى ٩٠٣ رسائل، ترجم الكتاب ٢٠٦ منها فقط تقع فى ١٢٠٠ صفحة.
قامت زوجة أخيه «جو» بجمع رسائله إلى شقيقه «ثيو» الذى رحل بعد وفاته بستة أسابيع فضلا عن رسائله إلى شقيقاته وأمه، وأصدرتها فى كتاب ترجم إلى لغات عديدة منها الإنجليزية والألمانية والفرنسية، والعربية أيضا لأول مرة فى عام ٢٠٠٩.
ترصد الرسائل تفاصيل حياة جوخ الشخصية ورؤيته للفن والأدب وللحياة والموت، والتى استدل منها النقاد على موهبته فى الكتابة إلى جانب موهبته فى التصوير والرسم، كما أنها تعتبر شهادة تاريخية من شخص استثنائي، ومرآة للحياة الفنية والثقافية والاجتماعية فى ذلك الوقت من نهايات القرن التاسع عشر فى هولندا وبلجيكا وإنجلترا وفرنسا.
خرجت معظم أسئلة فان جوخ الروحية وتأملاته فى الطبيعة والمجتمع والأخلاق والفن والأدب فى رسائله، التى أظهرت ولعه بالأدب وتأثره بعدد من الكتاب الواقعيين والرومانسيين ومنهم: «بلزاك ودستوفيسكى وديكنز، وفرانسوا مييه». ويستنكر جوخ فى إحدى رسائله من فتور وعدم اهتمام مصورى ورسامى عصره بالأدب، فيقول: «ثمة أناس كثيرين، خصوصًا بين رفاقنا، يتصورون أن الكلمات لاشىء. فى المقابل، ألا تظن- مخاطبًا أحد أصدقائه- أنها مثيرة للاهتمام وبالصعوبة نفسها لرسم شىء ما. ثمة فن للخطوط والألوان، ولكن ثمة فن أيضا للكلمات التى تبقى». 
قال الكاتب الشهير هنرى ميلر عن رسائل فينست: «لقد كتب جوخ من خلال رسائله أحد أعظم الكتب فى زماننا دون أن يعلم ذلك، إن حياته ‏- التى عرفناها من خلال رسائله- ملهمة أكثر ومؤثرة وأقرب إلى الفن، إنه يخبرنا دون تحفظ عن كفاحه وأحزانه وتأملاته دون أن يحتفظ لنفسه بشيء.
«المخلص دائما فينست» هى الكلمة التى ختم بها فان جوخ رسائله إلى شقيقه الأكبر ثيو، ربما كانت لحياة العزلة التى آثرها- جوخ- هى السبب وراء إرسال هذه الرسائل، حيث كان يعتبرها جزءا أساسيا من حياته اليومية فى الفترة ما بين (١٨٧٢- ١٨٩٠).




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

«كتاب الفنان»... تجليات بصرية من وحي تراث «عميد الأدب العربي»

  يفتح معرض «كتابُ الفنان» آفاقاً فنية تقتفي تراث ومشروع «عميد الأدب العربي» الراحل طه حسين، وذلك من خلال أعمال تتخذ من «الكتاب» قالباً فنيا...