تعتبر القدرة على #الإقناع ميزة عظيمة الأهمية في #الحياة و #العمل ، وقد تكون أحد العوامل الفارقة في مدى نجاح الإنسان من عدمه، ولاشك أننا قد التقينا بأشخاص لديهم قدرة غير عادية على الإقناع، في حين أن هناك آخرين لا يتمتعون بهذه القدرة ولا بجزء منها، فهل هي هبة أم مهارة يمكن اكتسابها؟ في الحقيقة أنها مهارة يمكن تعلمها والتمكن منها أيضاً.
وبالتالي إذا توافر الركن الأول فسوف يستمع الآخرون لك ويعطونك #الفرصة لعرض حجتك، وإذا توافر الركن الثاني سيقتنعون ويتعاطفون معك، أما إذا توافر أيضاً الركن الثالث فسوف يكتمل المثلث ويبدأ التحرك من النقطة س إلى النقطة ص. وينطبق هذا المثلث على كل المواقف التي تتعلق بالإقناع بداية من مجرد تقديم محاضرة أو كلمة في مؤتمر أو ورشة عمل، إلى اقناع الآخرين بتبني مشروع يتكلف الملايين أو المليارات، أو كان الأمر متعلقاً بجوانب حياتية اجتماعية فالقاعدة واحدة، ويمكن تجربة مدى تطابق هذا المثلث مع أسلوبنا في التواصل والإقناع. يعرف #أرسطو الإقناع بأنه فن #التأثير في الآخرين بحيث يقومون بعمل ما عادة لم يكونوا ليقوموا به، فمقدرتك على إقناع الآخرين بالذهاب من #النقطة س إلى النقطة ص هو ما يسمى بالإقناع. وحتى يمكن للإنسان أن يكون مقنعاً فلابد من توافر ثلاثة أركان هي الصدقية، التعاطف، والمنطق. فالركن الأول الصدقية يرتبط بصدق الشخص وتركيب شخصيته وأخلاقه ومدى نزاهته وإلى أي مدى يمكن الوثوق به وبوعوده، أمّا الركن الثاني وهو الجانب العاطفي لدى المستمعين، وهو يتعلق بقدرة الشخص على استمالة من يرغب في إقناعهم بتصديق روايته والتعاطف معه، وهو أمر يصعب قياسه، ولكنه في غاية الأهمية ومن دونه لن تكتمل أركان القدرة على الإقناع، أمّا الركن الثالث فيرتكز على المنطق أي لابد أن يخاطب المتحدث عقول المستمعين وليس قلوبهم فقط، حيث يمكن أن تتوافر الصدقية والتعاطف، ولكن من دون وجود منطق وحجة فيصعب إقناع الآخرين، ويستدعي المنطق استخدام الأدلة والبراهين والحقائق والبيانات حتى يمكن أن تكتمل الصورة ويتحرك الآخرون لاتخاذ خطوة تترجم اقناعهم.
يمكن خلال خمس دقائق من التأمل الذاتي أن نستعرض ونقيّم أسلوبنا في التواصل والإقناع فهل نطبق الأركان الثلاثة ؟ هل نحن محل ثقة ولدينا صدقية؟ وإلى أي درجة، ثم هل لدينا القدرة على التأثير العاطفي ولمس مشاعر الآخرين؟ وأخيراً هل نستخدم الحجة والمنطق أم نركز على الركنين السابقين فقط ؟ لا شك أن تحسين مهارتنا في الإقناع ستساعدنا كثيراً على النجاح وتحسين علاقتنا بالآخرين.
د. علاء جراد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق