إن اكتشاف وابتكار نقش #الكتابة كان قد بدأ منذ فجر #التاريخ وعبر حضارات الامم .. وكان في البداية امراً يصعب اتقانه، لذلك استغرق زمناً طويلاً كي يتعلمه #الانسان ويدرب نفسه على اتقانه، حيث كان حصراً على الكتاب والناسخين والخطاطين (الاحترافيين).
يضاف إلى ذلك استخدامات الكتابة لأغراض رسمية مثل الحسابات والضرائب، والاحصاءات السكانية، وسجلات الاحداث الهامة للدولة.
الكتابة طريقة للتعبير عن #المشاعراستخدم الانسان منذ بدأ الخليقة قدراته ليجد طرقاً يعبر فيها عن مشاعره وتجاوبه مع احساساته نحو الحياة التي يعيشها والطبيعة التي يحيا فيها. ولقد استخدم عدة مواد للكتابة عليها: كالطين، والصلصال. وكتب ورسم اشكالاً وارقاماً وكل ما جال في ذهنه ومخيلته من اشياء تشعره بالحياة. لقد بدأ الانسان بتعلم كتابة الكلمات والارقام.
واستخدم ادوات متعددة ليصنع عدة طرق فنية تشمل #النقش و #الحفر و #النحت بالازميل وصنع #التماثيل، وذلك لكي يتمكن من ابتكار او صياغة كلمة او رقم او جملة او رسم بياني او تخطيطي. كما أنه استخدم الكتابة المنقوشة على العملات والاوراق النقدية او Graffico (المنسوب) او رسم يعلق في مكان عام على حجر او معلم او قنطرة او جدار رخامي او تمثال او حتى فوق بناية.
وكان الخطاطون يستخدمون ادوات للحفر او الكتابة او النحت او النقش لفنون وثقافات وشعر ومعلومات طبية حول صحة الانسان بما فيها العلاجات المفيدة . ولقد تطور فن النقش عبر العصور ليشمل ترقيش (تعدد الالوان) واضافة التنقيط (الترقط) للنحت والتماثيل بأشكال متعددة.
أما فن الكتابة فقد كانت دوماً مترابطة مع لغة الانسان. فلا يمكن وجود كتابة دون لغة منطوق بها. واي تطور في الكتابة كان مقروناً مع تطور اللغة.
أسلوب وأدوات الكتابة فيما يتعلق بنوعية واسلوب الكتابة فلقد كان لها تأثيرات على الشعوب واعمال الناس واثرت بهم بعدة طرق. فكتابة الرسائل الابجدية كانت جزءاً من اسس حضارات الامم كما انها وضعت بطرق مختلفة لتعبر عن تلك الحضارات: فكانت اعداد الارقام العشرية بدايات الكتابات التي سجلها الانسان، وقد عملت بطرق مختلفة كي تبدو خليطاً من الجمال والشكل والمعنى باستخدام العظم او الغظروف الاسفيني، فقد كانت مميزة مثل الكتابة بالأسلوب البابلي ويعود تاريخه الى (3000) ق . م.
ولقد تم ابتداعها وخلقها في مناطق ضفاف نهر #الفرات لأجل (اللغة السومرية). لكن شعوباً أخرى تبنتها مثل قبائل (Elamite) في ايران و (Harrian) وكذلك الـ (Hittie) في امبراطورية الاناضول، كذلك استخدمت في مدينة (Elba) (تل مرديخ) في سوريا.
أما الكلام المنقوش على لوح او بلاطة او شريحة فكانت كل هذه تصنع من الصلصال (الطين) الذي يتم تجفيفه اولاً تحت الشمس او بالنار. كما انه كان يكتب على الواح من الخشب ويغطى بالشمع. كما ان النقوش والكلمات والجمل كانت تحفر على الحجر والمعدن. ولقد اسس الفراعنة حكمهم في مصر على اسس وقوانين وقواعد مصرية قديمة لا علاقة لها بالدين او الثقافة. كذلك كان الحال بالنسبة للبابليين في كتاباتهم. حيث استخدم الفراعنة اوراق البردى (Papyrus) لتسجيل حضارة المصريين القدامى والتي احتوت مادة ضخمة عن الطب والعلوم والصيدلة. لذا فان العلوم الطبية الفرعونية هي اقدم العلوم واكثرها عمقاً وتعود الى (4500 ق. م) كما تبين ذلك في السجلات المصنوعة من ورق البردى. لقد كان الفراعنة يتعاملون مع ورق البردى الذي ينمو في وادي النيل حيث كانوا يقطفون الاوراق ويصنعون منها رقائق بواسطة الضغط ثم يتم تجفيفها لتكون جاهزة للكتابة عليها. وكانوا يستخدمون ساق العشب للكتابة.
ولقد استنبط الفراعنة الطريقة المسماة (الهيروغلافية) (Hieroglyphic) في الكتابة، وهي عبارة عن صور تعني كلمات لها معاني. فلقد احتوت هذه الصور الطيور، والحراب، والشمس، والوجوه وصور اخرى. ولقد اكتشفت ملفات ورق البردى (بشكل مخطوطات) في منطقة البحر الميت (الضفة الغربية) لكن اسرائيل استولت عليها في حرب (1967). وقد نشأ علم (اوراق البردى Papyrology) اي دراسات مخطوطات ورق البردى والتي احتوت على مادة غنية ومعلومات حول اشياء كثيرة خاصة ما يتعلق بنواحي الصحة والطب.
الفراعنة وتدوين التاريخ الطبي
ولقد بينت تلك الدراسات بان المصريين القدماء (الفراعنة) كانوا أول امة قامت بإجراء عمليات جراحية على جسم الانسان كما انهم اول امة اتقنت تحنيط جسم الانسان (Mummification) وذلك باستخدام النباتات العطرية والاعشاب لحفظ جثة الانسان لألاف السنين.
كما استخدموا طريقة لاستخلاص الزيوت من الاعشاب ذات الرائحة العطرية، والاهم هو صنعهم البخور (Incense) والذي كان اقدم مادة تحافظ على المواد العطرية. ان العلاج المسمى الشذى او العبير (Aromatherapy) قد ابتدأ عند الفراعنة والاعتقاد بانه بدأ (1600 ق.م) ويحتوي على علاجات لمعظم الامراض. حيث استخدم الفراعنة زيوتاً لها روائح رقيقة ومرهفة كذلك البخور الذي استخلصوه من الازهار وشجر الصنوبر والاناناس. كما استخدموا عدة انواع من الاملاح والمرمر وذلك لاستخدامه في تحسين شكل ونظارة الجلد. كما انهم صنعوا كريمات من عدة انواع من الفواكه وخاصة تلك التي تحتوي على مادة حمضية (Glycolic Acids) من قصب السكر، والمانجا والتفاح وفواكه اخرى والجدير بالذكر ان نساء العائلات الفرعونية المالكة والغنية كن يستخدمن تلك المركبات. وكان اولهن كليوباترا ملكة الفراعنة حيث كانت تستخدم هذه المركبات وكذلك الحليب الذي يحتوي على (Lactic Acid) بقصد تقشير طبقة الجلد السطحية مما يجعلها تبدو اكثر نعومة ونظارة وتزيل معظم العيوب كما ان الفراعنة استخدموا فن العلاج القديم ويسمى (Reflexology).
الحروف العربية
إن المراجع العربية القديمة تؤكد أن الكتابة بالحروف العربية نشأت من اللغة النبطية (abataean). حيث وثق التاريخ العربي القديم عدة اشكال وطرق لكتابة الكلمات مثل اللهجة الكوفية (Kufic)، وكذلك كتابات عربية مختلفة تخص قبائل مختلفة. اكبر مثال ان بعض القبائل كانت تكتب اللغة العربية وحروفها بلا تنقيط، لذا فان قبائل معينة فقط كانت تستطيع قراءتها وفهم محتواها. وبعد ذلك اضافت النقاط على الحروف لزيادة فهمها من كل القبائل. اما ما يتعلق بالعملات فكثير من الملوك والحكام قاموا بصك عملاتهم باستخدام مادة البرونز والفضة والذهب ونقشوا اسماءهم والقابهم عليها مثل اليونانيين والنبطيين والرومان والعرب. وظلت اللغة العربية لغة مميزة ولا يمكن مقارنتها من حيث القوة والعمق بأي لغة اخرى لأنها لغة القرآن الكريم. وقد كانت الحضارة العربية الاسلامية جاهزة ولديها الاستعداد والامكانات لاستيعاب حضارات ولغات اخرى مختلفة كانت قد سبقت الحضارة العربية الاسلامية وكانت البداية مع عصر الخلفاء الراشدين حيث تم تحسين اللغة والكتابة العربية ثم جاء عصر الامويين ثم العباسيين. اما الخط العربي، فعرفه قدماء ادباء العرب بانه فن الكتابة باليد بطريق واسلوب جميل. وفن الكتابة بالخط العربي اصبح الان مفعلاً كي يخدم حفظ وتطوير الموروث العربي الاسلامي اما المنافسة فغايتها حفظ ودعم وتطوير الفن الكلاسيكي للكتابة العربية، وحفظ روحها التقليدية وحفظها من ان تضيع وتتبدل تحت تأثيرات بعيدة عن الموروث العربي. لقد استطاع كتاب جباهذة بإغناء فن الكتابة في عصر الحضارة العربية الاسلامية مثل: ياقوت المستاسيمي، وابن البواب، والشيخ حمد الله الذي ولد عام 1429م في اسطانبول ودرس هناك فن الكتابة وتعلم واستطاع استنباط ستة انواع من الكتابة: (1) الثلث (2) النسخ (3) المحقق (4) الريحاني (5) التيركي (6) الرقعة. واستمر الكتاب باستعمال انواع اخرى ومنها القديم مثل : الديواني، ريتالك، وقد استخدم فن خط الكتابة للقرآن الكريم وكذلك حافظ على مكانته بدعم اللغة العربية، لفائدة الامة والاجيال القادمة. كانت ادوات الكتابة بسيطة مثل: الشعر وعيدان القصب المبرية. كان هذا الفن يجعل من الكتاب يشعرون بانه غذاءهم ويمنحهم الاسترخاء للعقل وجلب السلام والجمال للنفس. كما يساعد المرضى ويخفف من تعصيبهم، كما ان هذا الفن يعطى القارئ هدوء النفس وتحسين العاطفة وصفاء الذهن والروح للجنس البشري.
د. عميش يوسف عميش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق