03‏/12‏/2018

عادات يومية مفيدة ستغير حياتك


1. انظر نظرة مختلفة للمهام المثيرة للنكد
نادرًا ما نرى صُوَرًا للمشاهير والمؤثّرين وهم يقومون بالتنظيف -نعم، طبعًا؛ يبدو الأمر وكأنّ محظوظي الكرة الأرضية يقضون كلّ حياتهم في حفلات الجوائز والمطاعم الفاخرة والمراكز التجارية و المطارات، ويبقى التنظيف والطبخ ودفع تكاليف الفواتير والوقوف طويلا في الطوابير من نصيبنا نحن الجنس البشري من الدّرجة B.
سواء كان هذا التصور صحيحا أم خاطئا -وهو في الغالب خاطئ لأنّ الإعلام لا ينقل سوى الجانب البرّاق من حياة أغنياء العالم-، فإنّه من الجيّد بالنسبة لنا -نحن العاديون- تحقيق التغيير على الصعيد الشخصي دون الاكتراث لما يحدث مع غيرنا.
لذا، إن كانت مهام الطبخ والتنظيف ولحظات توقّف حركة المرور والانتظار في الطابور عبءً ثقيلا بالنسبة إليك، ما رأيك أن تضيف بعض الإيجابية على هذه الأوقات الثقيلة وأن تستغلها في الاستماع لكتاب صوتي أو بودكاست ممتع ومفيد، أو حضور محاضرة إلكترونية مهمة، أو في مجرّد قضاء بعض الوقت مع نفسك لترتيب أفكارك بعيدًا عن التزاماتك اليومية الأخرى التي تتطلّب الكثير من الحضور الذّهني.
صحيح أنّ الحياة تفرض علينا الكثير من الأمور التي لا نريدها ولا نستمتع بها، لكن ماذا لو توقّفنا عن التّذمر وحاولنا استغلالها بجعل كلّ واحدة منها مناسَبَةً للقيام بشيء إيجابي ورائع؟ ألن يكون هذا أفضل بكثير؟
عوّد نفسك على إيجاد طريقة واقعية وفعّالة لخلق شيء إيجابي من شيء سلبي أو مملّ، هذا الأسلوب في التعامل مع الأمور سيغيّر من طريقة تفكيرك حيال ما يحدث في حياتك، وسيجعل حياتك أكثر امتلاءً بما تحبّ وتستمتع به، وحتّى نظرتك لنفسك وواقعك ستصبح أكثر تفاؤلا وإيجابية، ليس لأنّ لك عهدًا سريا مع القَدَر بأن يُدلِّلَك، بل لأنّك تصنع سعادتك بنفسك!
2. المستقبل قبل الحاضر
هناك نوعان من الأمور: أمورٌ من الأفضل تأجيلها، وأمورٌ لا تؤجّل.
الأمور التي يُفَضّل أن تُؤَجّل هي تلك التي لا تنفعك الآن بقدر ما تضرّك، كالقلق حول امتحانات السنة القادمة، أو النكد بسبب أمر مُحتمل الحدوث، أو غيرها من ردود الفعل النفسية التي تجتاحنا قبل أوانها لتحرمنا من حاضرٍ مريح وهادئ.
من الأفضل تأجيل موعد الأفكار السلبية والمشاعر المُهلِكة للذات قدر المستطاع، مع أنّه لابد للإنسان من فصل شتوي يترك فيه العنان لينابيع روحه أن تفيض، لكن ما دامت الحياة الحالية ربيعًا مُزهرًا، اهرب قدر المستطاع من أفكار الشتاء وأحاسيسه.
الأمور التي لا تؤجّل هي -باختصار- العمل.. المُستقبل يبنيه الحاضر بأعماله وأفكاره وسَعيه وجُهده، إن لم تجتهد اليوم فلن تجد ما تفرح به غدًا.
عوّد نفسك على تدوين أهدافك بوضوح، وتحديد الخطوات (الكبيرة والصغيرة) التي من شأنها إيصالك للغاية، دوّن ملاحظاتك، فشلك ونجاحك، ركّز على حصيلة كلّ يوم وقّيمها بحيادية مع التركيز على الأسباب.
تعوّد على التفكير بأحلامك وأهدافك وما تريد حدَّ الهوس، وابدأ بدفع ثمنه الآن مِن كدّك وتعبك وجُهدك ووقتك ومالك -إن استلزم الأمر-، درّب نفسك على قبول التضحية بالراحة والرّغد اليوم في سبيل نجاح مستقبلي أكبر وأعظم ممّا أنت فيه الآن.
بهذه الطريقة، يستوطن المُسقبلُ الحاضرَ بشكل إيجابي ومُنتِج وفعّال، ويكون هو أولويتَك الأولى، لأنّ مستقبلَ اليوم حاضرُ الغد.
3. اقرأ أكثر
القراءة واحدة من الممارسات القليلة التي تأتينا بالفائدة بشكل شبه آني، فإن كانت آثار ممارسة الرياضة لا تظهر إلا بعد أسابيع، فالمعلومات المُكتسبة من القراءة تدخل حيّز التنفيذ في الحين.
أشهر القواعد المتعلّقة بتنظيم محتوى القراءة هي قاعدة 80-20، وهي أن تجعل للمحتوى المتعلّق بمجال اختصاصك (كتب، مقالات، مجلّات..الخ) 80% من مجموع ما تقرأ، والـ20% المتبقية تُخصّصها للمواضيع العامة كالأدب، الشعر، التاريخ وغيرها من المجالات التي لا ترتبط بتخصّصك المهني.
قد يقول البعض أنّه يمكن استبدال القراءة بالوثائقيات والبودكاست، وهذا غير صحيح، لأنّ الفيلم الوثائقي أو البودكاست يخضع إلى حيّز زمني قصير ممّا يعني أنّه سيكتفي بالخوض في عدد محدود من أوجُه الموضوع المتناول، أمّا الكتاب فيعالج المواضيع بإسهاب وعُمق لأنّ الكاتب حرٌّ في حجم المادّة التي يُقدّمها.
إضافة إلى ذلك، فإنّ الكتاب يعلّم القارئ الطريقة الموضوعية والمنهجية السليمة في طرح الإشكالية ومعالجة الأطروحة واستعمال الحجج وتوظيف الاستدلالات واستخلاص النتائج، ممّا يفيد القارئ جدًّا أثناء الدراسة في تحريره لمقالاته الخاصة، وحتى في حياته اليومية في طريقة معالجته لما يحدث حوله.
قد يكون الارتباط بكتاب أمرًا عسيرًا على البعض، لذا فالحلّ الأمثل بالنسبة إليهم هو اختيار كتب ذات محتوى سهل ومواضيع بسيطة بدايةً، ومطالعة المقالات والمواضيع القصيرة التي غالبا ما تفتح الشهية نحو استفاضة أكبر تُستقى من الكتب.
وتذكّر دائمًا أن القراءة تنمّي العقل، تثري المكتسبات المعرفية، تحسّن مستوى الكتابة وتفتح لك المجال نحو عوالم ومجالات جديدة لم تكن لتعرفها بمفردك.
4. راقب الساعة
حياتنا عبارة عن لحظات زمنية متّصلة، لها بداية ونهاية؛ إذن فالحياة هي الوقت، والوقت هو الحياة، ونحن حين نمضي الساعات الطويلة في تصفّح مواقع التواصل الاجتماعي، فنحن –بكلّ بساطة- نضيّع حياتنا.
اقرأ أيضًا: دليلك لتوفيرِ الوقتِ لنفسك بعيدًا عن ضغوطاتِ العملِ!
إذا كنت تشعر بالذنب حيال هذا الوضع، عوّد نفسك على مراقبة الساعة باستمرار وحساب الوقت الذي تقضيه في كلّ ما تفعل، بهذه الطريقة سيُدرك وعيُك أنّ الوقت مهم جدا لأنّك تتفقده كثيرا، وكلّما قلقت على وقتك وغِرت عليه، كلّما حاولت إمضاءه فيما ينفع.. حدّد مجالا زمنيا للدراسة، وآخر للقراءة، وآخر للرياضة، وآخر لمواقع التواصل الاجتماعي.. وهكذا. سيحدث –طبعًا- أن تنسى نفسك وأنت غارق بين صور الانستغرام، لذا استعن بمُنبّه أو بالتطبيقات الرقمية المُتاحة لمثل هذه الوظائف، وأثناء اجتهادك في تقليل الأوقات الضائعة، حاول ملء جدولك الزمني بنشاطات مفيدة وجذّابة وممتعة، ستجعل من أيّامك أكثر انتاجية.
التزم بهذه العادة قدر الإمكان، ولا تفقد عزيمتك إن لم تنجح في التقليل من “حدّة الإدمان” في الأسبوع الأول ولا حتّى في الشهر الخامس، كن صبورًا –لكن حازما- مع نفسك، واستمرّ في المحاولة.
5. ادرُس نفسك
من المثير أن تخصّص بعض الوقت لكي تدرك ردود فعلك اتّجاه المواقف، وطريقة تجاوبك مع ما تقوم به من نشاطات يومية، تعرّف على ما يثير حماسك ويُشعِل شغفك، وعلى ما يُساعدك على تجاوز الأوقات السيئة، وعلى ما يُشكّل لك عائقا أمام تحقيق ما تريد.
ادرس شخصيتك، افهم نفسك، خذ بعض الوقت لتتعامل مع ذاتك كأنّها طرفٌ خارج عنك، وحاول استيعابه بحيادية وموضوعية، اعرف نقاط قوّتك ونقاط ضعفك، محاسنك ومساوئك، ما هي الصّفة التي ترسّخت فيك والتي تسبّب لك المشاكل دائما؟
قف كلّ يوم أمام المرآة وأنت عازم على تغيير نفسك إلى الأفضل، ادخل في جهاد ضدّ عيوبك، حسّن من أخلاقك ومعاملاتك، وركّز على العلاقات الإنسانية التي تربطك بمن يحيط بك.
وأخيرًا، تذكّر أنّ الحياة لن تصير أفضل، إلّا عندما تصير أنت أفضل، لتستحقّها.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

«كتاب الفنان»... تجليات بصرية من وحي تراث «عميد الأدب العربي»

  يفتح معرض «كتابُ الفنان» آفاقاً فنية تقتفي تراث ومشروع «عميد الأدب العربي» الراحل طه حسين، وذلك من خلال أعمال تتخذ من «الكتاب» قالباً فنيا...