بقلم : سلطان رديف .
مما علمتني #الحياة ألا أسير بمقاييس #البشر التي تتلون مع تغير #الحال وتعلمت أن أسير بمقاييس #الفطرة التي فُطِرنا عليها مهما كان الحال ومهما وجدنا من إنكار ، ووجدت أن #الثقة المطلقة عندما تكون ديدن الشخص فهي عيب ولكنها ذكاء فطري ، والطيبة المفرطة وجدتها غباءً ولكنها تجلب الحظ ووجدت فيما وجدت أن الأفعال هي الدليل ، والأقوال في معظمها تزوير.
علمتني الحياة أن نسير مع #الواقع ، والأحلام أهداف نرسمها في دواخلنا ونعيشها حتى تتحقق، فليس هناك مستحيل مع الإرادة وأن الحياة لهاث مستمر ومطامع تكبر ورغبات تتزايد وهوى لا ينقطع وكل على شاكلته ، ووجدت النفوس لا تكذب في أغلبها إلا في أمرين المال والهوى ، وعلمتني الحياة التي خالطت فيها كل البشر كبيرهم وصغيرهم غنيهم وفقيرهم عزيزهم ووضيعهم ولم أجد أجمل من صفة الصدق ؛ الصدق في القول والوفاء بالعهد ووجدت أن الأمانة قليل من يتحلى بها وعندما تكون صفة فلن يغلبها أمر لأنها سلوك وخلق ودين لا يتصف بها إلا من صفيت سريرته وحسن خلقه وتهذبت نفسه.
وعلمتني الحياة أن #الأرواح متى استقرت استشرفت كل خير ووصلها المدد الرباني ولكنها لا تستقر وهناك خلل في النفس والعقل فلن تستقر والنفس تلهث خلف شهواتها وتلك الشهوات هي ما يغيب العقل عن التفكير الصحيح الذي هو مثل البوصلة يحدد المسار الصحيح هنا وهناك ودليل يُسيِّر حياة البشر وهو الحد الفاصل بين الخير والشر وكل يختار طريقه الذي هو دائرة ندور فيها ونعود ؛ فالرحلة الأولى رحلة زراعة ثم نعود للثانية لنجني ما زرعنا وليس هناك ثالثة.
تأملت لفترات لماذا يضيق #الصدر وكيف يُعصَر #القلب ولماذا تدمع #العين في تفاعلات نفسية عجيبة تحدث بشكل لا إرادي فوجدتها عالما يتحدث ولكن قليلا منا من ينصت لهذا الحديث الذي هو أصدقه.
يوسف عليه السلام في قصته المثال لمنهج حياة خالية من الأمراض النفسية وخارطة حياة تتسع لكل التفاصيل وتتمنهج من خلالها مناهج الفضيلة الأخلاقية في تعاملات البشر فيما بينهم وفي مجتمعهم ودروس ربانية لكيفية التعامل مع الأحداث وكيف نصنع المستقبل ونعيش الماضي وكيف نزرع الأفعال ونحصد رداتها وكيف نحول الكون لمنظومة حياة نفعلها من أجلنا.
ولنعلم اليوم أهمية الاستماع للنفس وتفاعلاتها فالرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام يقول ( يا وابصه أستَفْتِ قلبك ، استفت نفسك ثلاث مرات البر ما اطمأنت إليه النفس والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك ). فاستمعوا لأنفسكم جيداً ولا تهملوا ذلك العالم فهناك الصدق والرؤية التي لا تعرف سوى الفطرة النقية التي ننشدها جميعاً ولا تدنسوا ذلك العالم النقي بالطمع والهوى فكل نفس بما كسبت رهينة ؛ فاختر ما بين أن تكون نفسك رهينة للخير أم #الشر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق