أمنية أبو الخير - دنيا الوطن .
تكاد لا تخلو حائط في قطاع #غزة ، من رسومات أو كلمات أو عبارات ، فكل حائط منزل يخبرك ما في داخله ، فهذا الحائط يخبرك أن صاحبة شهيد وينتمي لفصيل ما والحائط الذي بجاورة يخبرك أن هناك عريس ، أما ذاك الحائط فيخبرك انه خاوي فأصحابه في الحج ، و ذلك الحائط الصلب يخبرك أن المقاومة حية لا تموت ، وان غزة عصية على الكسر .
فن #الكتابة على #الجدران كان يستخدم أيضا في المقاومة ، فكانت في الانتفاضتين الأولى والثانية ، تُكتب مواعيد الإضرابات على الجدران، و تُنقش العبارات التحريضية للناس بالإضافة إلى جمل من المقاومة يتوعد بها العدو بالرد القاسي.
" #جرافيتي غزة " مجموعة من الشباب ، بدأت في هذا العمل من ستة سنوات لتدمج بين فن حديث يسمى فن الجرافيتي أو فن الشوارع ، وتقليد أصيل في غزة ألا وهو الكتابة على الجدران ، لكن بألوان عصرية صاخبة ، وتوقيعات مبهمة غير مفهومة للإنسان العادي ومضمون يعبر عن مشاكلهم وقضياهم وأحلامهم .
التقت " دنيا الوطن " بالفنان بلال خالد ، وهو شاب يعمل في مجال الإعلام والتصوير ، ولكن منذ أربع سنوات استهواه فن الجرافيتي ، فبدا يبحث على الشبكة العنكبوتية وفي الأفلام الأجنبية عن فن الجرافيتي ، ورواده ، بالإضافة إلى كيفية رسمه من حيث الألوان وإخراج #الحروف والمضمون .
أوضح بلال " بدأت في البداية كأغلب فنانين الجرافيتي " بالتاج " أي نقش اسمي أو لقبي على الجدران ، لكن بعد ذلك بدأت اشعر أنني في غزة واملك قضية عادلة فبدأت برسم لوحات عن النكبة عن حق #العودة " .
لم يقتصر الفنان بلال خالد على القضية الفلسطينية والمشاكل السياسية ، لكنه عبر أيضا عن المشاكل الاجتماعية ، ليمثل شعور الشباب الغزي الذي حرم من المشاركة في كاس العالم بسبب الحصار ، فأوصل رسالة عن طريق جداريه لكاس العالم نُشرت في اغلب صحف العالم .
ورسم جداريه أهداها إلى سفيان فيوغلي لاعب منتخب الجزائر كتب عليها " من فلسطين إلى الجزائر نحن نحب الجزائر " وكانت المفاجأة انه تلقى رسالة شكر من اللاعب سفيان عبر فيها عن حبة وامتنانه للشعب الفلسطيني .
أما الفنان نعيم صمصوم من #مخيم #النصيرات ، والذي يعتبر هو ومجموعة من زملائه أول من رسم وادخل فن #الجرافيتي بمعناه الحديث إلى قطاع غزة ، والذين آخذو ثقافة هذا الفن الحديث من الأفلام الانجليزية ، وبالأخص فلم " الحي رقم 13 " والذي اثر فيهم بشكل خاص كونه كان يتحدث عن مجموعة من الشباب المتهضة من قبل الحكومة .
أضاف نعيم لدنيا الوطن " نحن نعبر من خلال هذه الرسومات والرموز عن أنفسنا أولا ، ثم عن كل الشباب الغزي وما يعانيه من قبل الاحتلال والحصار والحروب والبطالة والإدمان والانقسام " .
وبالنسبة للصعوبات التي يواجهها هذا الفن الحديث في غزة اخبرنا نعيم انه قد احتجز من قبل الحكومة في غزة ، وقد سئل عن دلالات هذه الحروف التي يكتبها على الجدران والسبب الذي يدفعه إلى ذلك ، بالإضافة إلى عدم تقبل من قبل الكثير من الناس كونه يرسم على جدران ملك لأناس أو للحكومة ودون إذن منهم
ففنان الجرافيتي ملاحق من قبل الحكومات في كل العالم ، وإذا مسكت أما يدفع غرامة أو قد يصل الموضوع إلى السجن في بعض الأحيان .
وبالنسبة لطموحات مجموعة جرافيتي غزة فيوضح نعيم " نحتاج إلى دعم فهذا الفن يكلفنا الكثير ، وأيضا الأدوات التي تستخدم غير متوفرة دائما كبخاخ الألوان " الاسبري " ، بالإضافة إلى أن هذا الفن أصبح يعرض في معارض وتباع اللوحات بمبالغ طائلة وفنانينه يصبحون مشهورين عالميا وهذا ما نحتاجه هنا في غزة " .
ومن الجدير بالذكر أن الفنان الجرافيتي الإنجليزي المعروف باسم "بانكسي" أعلن مؤخرا على موقعه عن رسومات له خطها على جدران بيوت بغزة التي دمرها الاحتلال في أعقاب #الحرب الأخيرة صيف 2014.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق