الإنسان في هذه #الحياة أربعة انواع :
واحد يبدأ حياته شيئا وينتهي الى لا شيء
وواحد يبدأ حياته شيئاً ويستمر شيئاً
وثالث يبدأ حياته لا شيء ولا يزيد في النهاية عن لا شيء
والأخير يبدأها وهو لا شيء فيصبح في النهاية شيئاً كثيراً
لو وازنا بين الأربعة أنواع لوجدنا شرها الاول وخيرها الاخير
أما الثاني والثالث فكلاهما انسان لم يستطع ان يضف لنفسه اكثر
مما وجدها عليه ... فهو انسان عادي !!
من كتاب اثنتا عشرة امرأة - يوسف السباعي .
يوسف السباعي رحلة إبداع بدأت من شبرا.. وانتهت في قبرص المصري اليوم - مقال لـ /محمد المصطفي و أحمد رجب ٧/ ٣/ ٢٠٠٨م |
تحلّ ذكرى اغتيال #يوسف_السباعي في 18/فبراير من كل عام ، بعد أن أرداه عربيان في أحد أروقة الفندق الذي كان يستضيف مؤتمر التضامن الأفرو-آسيوي.. لماذا؟.. لأنه زار «إسرائيل»، رغم أن الجموع كانت تقول «لا» للسلام مع إسرائيل سواء بمفاوضات معلنة، أو سرية. كان والده محمد السباعي المترجم والكاتب يرسله ، وهو لايزال صبياً، بمقالاته إلي المطابع ، ويقول يوسف إنه حفظ رباعيات الخيام عن ظهر قلب، من النسخة التي ترجمها والده عن الإنجليزية ، وتأثر بكتاباته بشكل كبير انعكس على ثقافته ورؤيته الإبداعية فيما بعد . وصفه توفيق الحكيم بأنه «رائد الأمن الثقافي» بسبب دوره في إنشاء المجلس الأعلي لرعاية الفنون والآداب، ونادي القصة وجمعية الأدباء، ورغم أن #إحسان_عبدالقدوس كان صاحب الفكرة فإنه أوعز بها للسباعي ليعرضها علي جمال عبدالناصر فتأسس المجلس بقرار جمهوري عام ١٩٥٦م. ولد السباعي في العاشر من يونيو عام ١٩١٧م وحصل علي البكالوريا من القسم العلمي من مدرسة شبرا الثانوية عام ١٩٣٥م والتحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام ١٩٣٧م وفي عام ١٩٤٠م عمل بالتدريس في الكلية الحربية بسلاح الفرسان، وأصبح مدرساً للتاريخ العسكري بها عام ١٩٤٣م، ثم اختير مديراً للمتحف الحربي عام ١٩٤٩م وفي عام ١٩٥٦م عين سكرتيراً عاماً للمجلس الأعلي لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وفي عام ١٩٥٧م شغل موقع سكرتير عام منظمة تضامن الشعوب الأفرو-آسيوية وفي عام ١٩٦٠م عين عضواً بمجلس إدارة «روزاليوسف» ثم رئيساً لمجلس إدارة «دار الهلال»، ورئيساً للتحرير عام ١٩٧١م وفي عام ١٩٧٣م اختير وزيراً للثقافة، وفي عام ١٩٧٦م شغل موقع رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ورئيساً لمجلس إدارة مؤسسة «الأهرام» ورئيساً للتحرير، وفي الثامن عشر من فبراير ١٩٧٨م، اغتيل في #قبرص . وبدأت رحلة يوسف السباعي الإبداعية مبكراً، ففي مدرسة شبرا الثانوية كان يجيد الرسم وأعد مجلة حائط كان يرسمها ويكتبها ونشر فيها أولي قصصه عام ١٩٣٤م وعمره ١٧ عاماً، وكانت بعنوان «فوق الأنواء»، أما قصته الثانية فكانت بعنوان «تبت يدا أبي لهب» ونشرها له أحمد الصاوي في مجلة «مجلتي» عام ١٩٣٥م وفي عام ١٩٤٥م كانت تصدر في مصر مجلة أسبوعية بعنوان «مسامرات الجيب» لصاحبها المترجم «عمر عبدالعزيز» ونشر السباعي فيها قصة كل أسبوع وكان من بين هذه القصص «إني راحلة»، عام ١٩٤٥م. أسس السباعي مجموعة من المجلات أيضاً.. مثل «الأدباء العرب» و«الرسالة الجديدة» و«الثقافة» و«القصة» و«لوتس» غير مجلة «كتاب آسيا وأفريقيا». «فارس الرومانسية».. الذي اغتالته أحلامه ٦١ عاماً فصلت بين مولد الأديب والروائي يوسف السباعي وبين اغتياله في قبرص علي يد اثنين من المتطرفين العرب، بعد مشاركته الرئيس أنور السادات في رحلته الشهيرة إلي القدس. ولد السباعي في العاشر من يونيو عام ١٩١٧ بالدرب الأحمر بالقاهرة والتحق بالكلية الحربية في نوفمبر عام ١٩٣٥ وتمت ترقيته إلي درجة «الجاويش» وهو في السنة الثالثة وتم تعيينه في سلاح الصواري بعد تخرجه وأصبح قائداً لإحدي فرق الفروسية. بدأ السباعي التركيز علي الأدب في منتصف الأربعينيات ليؤكد وجوده كقاص، ونشر عدداً من المجموعات القصصية أعقبها بكتابة عدد من الروايات أهمها «السقامات» «العمر لحظة»، «نحن لا نزرع الشوك» وأطلق عليه الوسط الثقافي بسببها لقب «فارس الرومانسية». جمع السباعي في تلك الفترة ما بين عالم الأدب والحياة العسكرية وبدأ مسيرته في العمل العام بإنشاء نادي القصة، ثم تولي مجلس إدارة وتحرير عدد من المجلات والصحف منها «روز اليوسف» و«آخر ساعة» و«دار الهلال» و«الأهرام»، إضافة إلي منصب وزير الثقافة. وفي عام ١٩٧٧ أصبح نقيباً للصحفيين وشارك الرئيس السادات في رحلته الشهيرة للقدس في نوفمبر ١٩٧٧، وبعدها بثلاثة أشهر وفي فبراير ١٩٧٨ سافر إلي قبرص لحضور مؤتمر لمنظمة التضامن الأفريقي الآسيوي ليلقي مصرعه علي يد اثنين من العرب، بعد أن دافع بشراسة عن موقفه الداعم للسلام الذي قام به السادات حالماً بعودة الحقوق العربية.. لكنه مات قبل تحقيق أحلامه. ١٧ فبراير وصل يوسف السباعي وزير #الثقافة المصري إلي العاصمة القبرصية نيقوسيا علي رأس الوفد المصري المشارك في مؤتمر التضامن الأفرو- آسيوي السادس بصفته أمين عام منظمة التضامن الأفريقي الآسيوي لكنه لم يكن يعلم ماذا تخبئ له الأقدار. اغتياله
أغتيل في قبرص في صباح يوم 18 فبراير عام 1978 عن عمر ناهز ال60 عاماً أثناء قراءته إحدى المجلات بعد حضوره مؤتمراً آسيوياً أفريقياً بإحدى الفنادق هناك. قتله رجلان في عملية أثرت على العلاقات المصرية - القبرصية وأدت بمصر لقطع علاقاتها مع قبرص وذلك بعد قيام وحدة عسكرية مصرية خاصة بالهبوط في مطار لارنكا الدولي للقبض علي القاتلين دون إعلام السلطات القبرصية، حيث احتجز القاتلان بعد اغتياله نحو ثلاثين من أعضاء الوفود المشاركين في مؤتمر التضامن كرهائن واحتجزوهم في كافيتيريا الفندق مهددين باستخدام القنابل اليدوية في قتل الرهائن ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهما بنقلهما جوا إلى خارج البلاد، واستجابت السلطات القبرصية لطلب القاتلين وتقرر إقلاعهما على طائرة قبرصية من طراز (DC8) للسفر خارج قبرص من مطار لارنكا، ودارت معركة بين القوة الخاصة المصرية والجيش القبرصي، أدت إلى مقتل عدة أفراد من القوة المصرية وجرح العديد من الطرفين. واتهمت لاحقا منظمة أبو نضال بالجريمة .
في الحادية عشرة صباحاً نزل يوسف السباعي من غرفته الكائنة بالطابق الخامس بفندق هيلتون متوجهاً إلي قاعة المؤتمر بالطابق الأرضي، الذي قد بدأ برئاسة الدكتور «فاسوس ليساريدس» نائب سكرتير المنظمة ورئيس الحزب الاشتراكي القبرصي، توقف السباعي أمام منفذ بيع الكتب والجرائد المجاور للقاعة وأخذ يتفقد المطبوعات، ليقطع الصمت صوت ثلاث رصاصات تنطلق في الهواء بسرعة، لتسكن في قلب السباعي، ليفارق الحياة سريعاً.. وتناقلت وكالات الأنباء الخبر. ظل السؤال معلقاً من قتل يوسف السباعي؟ ولماذا؟ تناقضت الأنباء في بداية الحادث إذ أعلن أن القاتلين فلسطينيان واتضح فيما بعد أن أحدهما فلسطيني والآخر عراقي وما لبثت منظمة التحرير الفلسطينية أن نفت علاقاتها بالحادث بينما أصرت الصحافة المصرية علي اتهامها لها. بعد اغتياله أخذ القاتلان نحو ثلاثين من أعضاء الوفود المشاركين في المؤتمر رهائن واحتجزوهم في كافيتريا #الفندق ، مهددين باستخدام #القنابل اليدوية في قتلهم ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهما بنقلهما جواً إلي خارج البلاد واستجابت السلطات القبرصية وتقرر إقلاعهما علي طائرة قبرصية من طراز DC٨ من مطار لارنكا، وهناك أطلق القاتلان سراح معظم الرهائن بينما واصلوا احتجاز إحدي عشرة رهينة من بينهم أربعة مصريون، وأقلعت بهم الطائرة من #قبرص لكن عدة دول رفضت أن تهبط بها الطائرة من بينها #ليبيا و #سوريا و #اليمن الجنوبية وبعد هبوط اضطراري في #جيبوتي تقرر عودة الطائرة إلي مطار «لارنكا» مرة أخرى . ١٩ فبراير أقيمت المراسم الجنائزية لدفن يوسف السباعي ولم يحضر الرئيس السادات الجنازة لكنه أناب عنه نائب رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك ووزير الدفاع عبد الغني الجمسي، وشهدت مراسم الجنازة ردود أفعال شعبية ورسمية ضد «القضية الفلسطينية». لم يتأخر السادات في الرد علي جريمة الاغتيال فأرسل في اليوم التالي طائرة تقل مجموعة من رجال الصاعقة إلي قبرص بغرض القبض علي القاتلين وتحرير الرهائن المحتجزين علي متن الطائرة القبرصية وفي السادسة مساء طلب قائد الطائرة العسكرية المصرية رخصة للهبوط في مطار لارنكا مدعياً أن علي متن الطائرة وزير مصري حضر خصيصاً للتفاوض مع القاتلين. ٢٠ فبراير هبط أحد جنود الصاعقة للاستطلاع وسرعان ما تأكد للقبارصة أن علي متن #الطائرة وحدة صاعقة مصرية مجهزة بالأسلحة وحذرت الحكومة القبرصية القوات المصرية من مهاجمة طائرة الرهائن بحجة أنها توصلت لاتفاق مع القاتلين لإطلاق سراح الرهائن مقابل الحصول علي جوازات سفر قبرصية، لم تستجب القوات المصرية للتحذيرات وأعطي قائد قوات الصاعقة المصرية أوامره بالهجوم الشامل علي الطائرة، ومع بدء الهجوم المصري هاجمت قوات الحرس الوطني القبرصي قوات الصاعقة ودارت بينهما معركة استمرت نحو خمسين دقيقة أسفرت عن تدمير الطائرة العسكرية المصرية وقتل خمسة عشرة من رجال الصاعقة وجرح أكثر من ثمانين مصاباً من الطرفين وتم القبض علي من تبقي من قوات الصاعقة #المصرية ، فيما ترددت أنباء وقتها تفيد بأن أفراداً من منظمة التحرير الفلسطينية قاتلوا إلي جوار القوات القبرصية. ٢١ فبراير طلب رئيس الوزراء ممدوح سالم من الدكتور بطرس غالي وزير الدولة للشؤون الخارجية السفر لقبرص للتفاوض من أجل استعادة رجال الصاعقة المعتقلين والعودة بجثث الضحايا، وهو ما حدث بالفعل. وبعد أن تحركت الطائرة التي استقلها بطرس غالي ورجال الصاعقة بدقائق معدودة أعلنت مصر قطع علاقاتها مع قبرص وسحب اعترافها بالرئيس القبرصي «كابرينو» واستدعاء بعثتها الدبلوماسية من نيقوسيا كما طالبت الحكومة القبرصية بسحب بعثتها الدبلوماسية من القاهرة. وفي مطار القاهرة تم استقبال رجال الصاعقة استقبال الأبطال وتم تكريمهم ومنحهم الأوسمة وأقيمت جنازة شعبية لضحايا الحادث شارك فيها الرئيس #السادات وأشادت وسائل الإعلام المصرية بنجاح مهمة الصاعقة وروت قصصاً عن بطولاتهم، بينما رأي أغلب المحللين أن العملية فشلت وأن هذه الضجة الإعلامية ليست إلا نوعاً من التغطية علي الخطأ الجسيم، الذي ارتكبه السادات بإرسال قوات الصاعقة دون إذن السلطات القبرصية. ٩ مارس بدأت محاكمة قاتلي السباعي، زيد حسين علي وسمير محمد خضير أمام المحكمة القبرصية، رأس الجلسة المدعي العام القبرصي، وحضرها فريق من المراقبين المصريين رأسه المدعي العام المصري عدلي حسين، وفي الرابع من أبريل عام ١٩٧٨ حكمت المحكمة علي الاثنين بعقوبة الإعدام وبعد عدة أشهر أصدر الرئيس القبرصي «سيبروس كابرينو» قراراً رئاسياً بتخفيف الحكم عليهما إلي السجن مدي #الحياة وذلك لأسباب غير معروفة قيل إنها تتعلق بأمن قبرص لتسدل الستار علي قصة اغتيال مثيرة، سبق أن تنبأ بها السباعي نفسه، في السطور الآتية من رواية طائر بين المحيطين التي صدرت عام ١٩٧١: ماذا سيكون تأثير الموت علي؟ وعلي الآخرين؟ لا شيء.. ستنشر الصحافة نبأ موتي كخبر مثير ليس لأني مت بل لأن موتي سيقترن بحادثة مثيرة. #السخرية في أدب يوسف السباعي
كان يوسف السباعي بقصصه القصيرة الساخرة من رواد الإبداع الساخر.. حتى لتكاد تجد في عديد من قصصه القصيرة تعقباً ساخراً لمراحل اجتماعية وسياسية واقتصادية، حيث وصفه نجيب محفوظ بـ “جبرتى العصر".. خصوصاً موقف يوسف السباعي الساخر من الأحزاب.. حتى ليصدق عليه بحق أنه مرآة عصره، وفى كل ذلك لا نستطيع إغفال العديد من رواياته التى لعبت السخرية فيها دوراً كبيراً... فقد تأثر يوسف السباعي بالمجتمع الذى يحيط به و بالأنماط البشرية المختلفة بهذا المجتمع، و التى استخدمها بدقة و بعناية في أدبه لتعبر عن رؤيته و هدفه... للسخرية عند يوسف السباعي اتجاهان: السخرية الناقدة، والسخرية الفلسفية. والسخرية الناقدة عند يوسف السباعي هي الأقرب إلى تمثل أسلوب الشعب المصري ، والتى تهدف من ورائها إلى تقييم المجتمع سياسياً ، واجتماعياً ، وفكرياً ، فعندما يواجه شيئا إداً يتخذ موقف السخرية الناقدة.. وعندما يكون في محل العاجز تماما ً، أمام قوى لا طاقة له بها.. فهنا نجده ينزع إلى السخرية في موقف فلسفي .. إنه يحول السخرية إلى فلسفة .. وهذا ما استلهمه، وقدمه لنا يوسف السباعي في أدبه، بحكم انتمائه للحياة العريضة، والتى عاشها الشعب المصرى، خلال الأحداث والمواقف والنوائب عبر سنوات مديدة... فبلا شك، أن هناك علاقة وطيدة، بين المقومات الشخصية للأديب، وبين اتجاهه نحو هذا النوع من الرؤية.. أى الرؤية الساخرة.. إذاً فالسخرية لدى يوسف السباعي ، ليست عابرة على منطلقه الشخصى، أو رؤيته أو المعاناة في حياته الخاصة.. لأنها قد وسمت العديد من كتاباته وصارت موقفاً أصيلاً، وانعكاسا لمكوناته ومقوماته الشخصية.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق