تمر اليوم الذكرى الـ 22 على وفاة الأديب والقاصّ يحيى حقي، الذي أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات التي تناقش قضايا المجتمع بطريقة مبتكرة وجذّابة، ويعد الأب الروحي لأدباء جيله.
ولد يحيى حقي في 17 يناير1905، بحي السيدة زينب بالقاهرة، لأسرة لها جذور تركية في القاهرة، تفوق في دراسته، وحصل على البكالوريا وكان ترتيبه الأربعين من بين الخمسين الأوائل على مجموع المتقدمين في القُطر كله، لذلك التحق بمدرسة الحقوق السلطانية العليا في جامعة فؤاد الأول في أكتوبر 1921.
وجمعته سنوات الدراسة بعدد من الزملاء منهم "توفيق الحكيم، حلمي بهجت بدوي، والدكتور عبد الحكيم الرفاعي"، وحصل على درجة الليسانس في الحقوق عام 1925 وجاء ترتيبه الرابع عشر.
عقب تخرجه انخرط في المحاماة، وعمل بالسلك الدبلوماسي المصري منذ تخرجه وحتى 1954، حيث أقيل من منصبه عندما تزوج من أجنبية هي الرسَّامة الفرنسية "جان ميري جيهو".
وفي 1955 أنشئت مصلحة الفنون فكان "أول وآخر مدير لها، لإلغائها سنة1958"، فنقل مستشارًا لدار الكتب، وبعد أقل من سنة واحدة أي عام 1959 قدم استقالته من العمل الحكومي، لكنّه ما لبث أن عاد في أبريل عام 1962 رئيسًا لتحرير مجلة المجلة المصرية التي ظل يتولى مسئوليتها حتى ديسمبر 1970.
يعتبر يحيى حقي علامة بارزة في الأدب والسينما، فهو من كبار الأدباء المصريين بجانب نجيب محفوظ ويوسف إدريس.
تميز يحيى حقي بغزارة إنتاجه، ففي المجال الأدبي نشر أربعة مجموعات من القصص القصيرة، ومن أشهر روايته "قنديل أم هاشم"، بالإضافة إلى عدد من المقالات والقصص القصيرة.
ومن أشهر أعماله "فجر القصة المصرية"، "خليها على الله"، "صح النوم"، "ياليل ياعين"، "كناسة الدكان"، "تراب الميري"، "دماء وطين"، و"عطر الأحباب".
حصل على العديد من الجوائز، ففي يناير عام 1969 على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، كما منحته الحكومة الفرنسية عام 1983 م، وسام الفارس من الطبقة الأولى، ومنحته جامعة المنيا عام 1983 الدكتوراه الفخرية؛ اعترافا من الجامعة بريادته وقيمته الفنية الكبيرة.
كان يحيى حقي واحدًا ممن حصلوا على جائزة الملك فيصل العالمية ـ فرع الأدب العربي ـ لكونه رائدًا من رواد القصة العربية الحديثة عام 1990م.
ترجمت أعمال حقي إلى لغات عدة بما فيها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية منها "قنديل أم هاشم" التي نقلها شارل فيال إلى الفرنسية، والبوسطجي التي ترجمها إلى الفرنسية كذلك د. السيد عطية أبو النجا، أما الإنجليزية فقد كانت أوفر حظاً بكتابات حقي حيث ترجم إليها د. محمد مصطفى بدوي قنديل أم هاشم، وأم العواجز التي ترجمها د. لويس مرقص، والسرير النحاس ترجمة د. نور شريف، والفراش الشاغر ترجمة د. محمود المنزلاوي، وقصة في سجن، وإزازة ريحة، واحتجاج، وصح النوم، وعنتر وجولييت.
وفي مثل هذا اليوم توفى الكاتب والروائي يحيى حقي في التاسع من ديسمبر، عام1992، عن عمر يناهز سبعة وثمانين عامًا؛ تاركًا إراثًا كبيرًا من الفكر والأدب؛ إبداعا ونقدًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق